"تجار الموت" بإيطاليا.
تنامت بشكل غريب خلال السنوات الأخيرة بين أفراد الجالية المغربية بإيطاليا ما أصبح يصطلح عليه ب"تجارة الموت"، حيث لم يعد يخلو مسجدا من أناس يدعون جمع الأموال لترحيل هذا الميت أو ذاك، بل و شٌكّلت "لجان" مهمتها "السْعَايَا" في الأسواق التجارية و محلات الحلال و منهم من وصلت به الجرأة للبحث بين المنازل عن أسماء مسلمين وبالتالي دق أبوابهم لطلب المساعدة المادية بدعوى ترحيل جثامين المغاربة .
إلى هنا قد يتساءل المرئ، و ما العيب في ذلك؟
خلال تتبعنا لملف الفقيد رشيد عبيدالله المتوفي في ظروف غامضة ببريشيا أثار إنتباهنا الفترة الزمنية القياسية التي تم خلالها ترحيل جثمان الشاب و التي لم تتعدى التلاتة أيام رغم عدم خضوع الجثة للتشريح الذي يكون إلزاميا في حالة عدم الموت الطبيعي، وقد تفاجأنا بأن وزارة معزوز هي من تكلفت بدفع كل مصاريف نقل الجثمان، لعلمنا بأن أشخاصا "تجنّدو" لجمع التبرعات من الناس بالمساجد و المحلات التجارية مستغلين شعبية الفقيد الذي كان معروفا و محبوبا من الجميع.وعند طرح الموضوع على السلطات القنصلية بميلانو أكدو عدم علمهم بعملية جمع الأموال مؤكدين أن أغلبية الجثامين الغير مؤمنة ترسل على نفقة وزارة الإستقلال إذا ما أعلنت الأسرة عدم قذرتها على تحمل المصاريف معززتاً طلبها بما يطلح عليه بشهادة الضعف أو الإحتياج.
ومن خلال أرشيف القنصلية وقفنا فعلا على حالات عديدة تكلفت الوزارة الوصية بدفع كل مصاريف التنقل لتطرح علامة إستفهام كبرى عن مصير الأموال التي تجمع كل مرة يتوفى فيها مهاجر مغربي؟.
المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد، فقد إكتشفنا إحتكار نقل الأموات من طرف أشخاص معيْنين، بل و بضِعف السعر المتعارف عليه لدى الوكالات المتخصصة في نقل الأموات.أحد الفاعلات الجمعويات صرحت لنا أنها فٌوجأت عندما طالب شخص أسلته القنصلية بمبلغ 5000 أورو كتكاليف لنقل جثمان شاب إلى المغرب ،فيما طالبت شركة إيطالية بمبلغ 2200 أورو فقط أي أزيد من نصف المبلغ. لكن ما دام "الحَبْ و البارود من عند دار معزوز" فلا بأس من أن يضاعف هؤلاء المبالغ المطلوبة لنقل جثمان مواطن مغربي ذنبه الوحيد هو أنه و افته المنية خارج أرض الوطن و بالتالي تسبب في تبدير أموال الفقراء المغاربة.
هذا التبدير كان قد أشار إليه الوزير الإستقلالي وهو يجيب عن سؤال تقدم به صحفي مغربي بإيطاليا،حيت نصح الأموات المغاربة في الدول الاسلامية بأن يقترحوا دفن أنفسهم في مقابر بلدان الضيافة دون عناء الترحيل إلى الوطن الأم.نحن بدورنا ننصح خليفة معزوز بالحكومة القادمة بأن يطلب من القنصليات المغربية بالخارج فتح عروض المناقصة بجلسات علنية و شفافة يتم من إخلالها إختيار شركة نقل الأموات واحدة تكون قليلة التكلفة و يٌعهد إليها مسؤولية نقل جثامين المواطنين المغاربة.
وفي الأخير ننصح أفراد الجالية المغربية بتأمين أنفسهم، فالمبلغ في متناول الجميع، ومن أفتى عليكم بأن التأمين حرام فإعلمو أنكم بالنسبة إليه بضاعة مربحة حلمه أن يراها ذاخل صندوق لن يتوانا في الإتجار بها كما شاء، لأن هؤلا ببساطة ........... "تجار الموت".
محمد قنديل.
للأسف هذا هو الواقع الذي تعيشه جاليتنا.
ردحذف